أخذه البحتري فقال:

أعاتك ما كان الشباب مقربي ... إليك فألحى الشيب إذ هو مبعدي1

وهذا أوضح من الذي تقدمه، وأكثر بيانا.

الضرب الثاني من السلخ:

أن يؤخذ المعنى مجردا من اللفظ، وذلك مما يصعب جدا، ولا يكاد يأتي إلا قليلا.

فمنه قول عروة بن الورد من شعراء الحماسة:

ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا ... من المال يطرح نفسه كل مطرح

ليبلغ عذرا أو ينال رغيبة ... ومبلغ نفس عذرها مثل منجح2

أخذ أبو تمام هذا المعنى فقال:

فتى مات بين الضرب والطعن ميتة ... تقوم مقام النصر إذ فاته النصر3

فعروة بن الورد جعل اجتهاده في طلب الرزق عذرا يقوم مقام النجاح،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015