ومن أحسن ما قيل في مثل هذا الموضع قول ابن الرومي:
ذهب الذين تهزهم مداحهم ... هز الكماة عوالي المران
كانوا إذا مدحوا رأوا ما فيهم ... فالأريحية منهم بمكان1
ومن شاء أن يمدح فليمدح هكذا، وإلا فليسكت.
ووجدت أبا بكر محمد بن يحيى المعروف بالصولي قد عاب على حسان بن ثابت رضي الله عنه قوله:
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى ... وأسياقنا يقطرن من نجدة دما2
وقال إنه جمع الجفنات، والأسياف جمع قلة، وهو في مقام فخر، وهذا مما يحط من المعنى ويضع منه، وقد ذهب إلى هذا غيره أيضا، وليس بشيء؛ لأن الغرض إنما هو الجمع، فسواء أكان جمع قلة أم جمع كثرة.