وأما المحدثون فإنهم تصرفوا في التخلص فأبدعوا وأظهروا منه كل غريبة.

فمن ذلك قول أبي تمام:

يقول في قومس صحبي وقد أخذت ... منا السرى وخطا المهرية القود

أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا ... فقلت كلا ولكن مطلع الجود1

وهذان البيتان من بديع ما يأتي في هذا الباب ونادره.

وكذلك قوله أيضًا في وصف أيام الربيع ثم خرج من ذكره الربيع وما وصفه به من الأوصاف فقال:

خلق أطل من الربيع كأنه ... خلق الإمام وهديه المتيسر

في الأرض من عدل الإمام وجوده ... ومن النبات الغض سرج تزهر

تنسي الرياض وما يروض جوده ... أبدا على مر الليالي يذكر2

وهذا من ألطف التخلصات وأحسنها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015