من قوله، فغيرها ذو الرمة، وقال:

خف القطين فراحوا اليوم أو بكروا

ومن شاء أن يذكر الديار والأطلال في شعره فليتأدب بأدب القطامي على جفاء طبعه، وبعده عن فطانة الأدب فإنه قال:

إنا محيوك فاسلم أيها الطلل1

فبدأ قبل ذكر الطلل بذكر التحية والدعاء له بالسلامة.

وقد قيل: إن امرأ القيس كان يجيد الابتداء كقوله:

ألا انعم صباحا أيها الطلل البالي2

وكقوله:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل3

ومما يكره من الابتداءات قول أبي تمام:

تجرع أسى قد أقفر الجرع الفرد4

وإنما ألقى أبا تمام في مثل هذا المكروه تتبعه للتجنيس بين تجرع والجرع، وهذا دأب الرجل، فإنه كثيرًا ما يقع في ذلك:

وكذلك استقبح قول البحتري:

فؤاد ملاه الحزن حتى تصدعا5

فإن ابتداء المديح بمثل هذا طيرة ينبو عنها السمع، وهو أجدر بأن يكون ابتداء مرثية لا مديح، وما أعلم كيف يخفى على مثل البحتري وهو من مفلقي الشعراء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015