وحشاه عادية بغير قوائم ... عقم البطون حوالك الألوان

تأتي بما سبت الخيول كأنها ... تحت الحسان مرابض الغزلان1

وهذا حسن في بابه.

ومن ذلك قول بعضهم في حجر المحك:

ومدرع من صبغة الليل برده ... يفوف طورا بالنضار ويطلس

إذا سألوه عن عويصين أشكلا ... أجاب بما أعيا الورى وهو أخرس

وهذا من اللطافة على ما يشهد لنفسه، وكان سمعه بعض المتأخرين من أهل زماننا، فأجاب عنه ببيتين على وزنه وقافيته وهما:

سؤالك جلمود من الصخر أسود ... خفيف لطيف ناعم الجسم أطلس

أقيم بسوق الصرف حكما كأنه ... من الزنج قاض بالخلوق مطلس

وقد رأيت هذا الشاعر، وهو حائك بجزيرة ابن عمر، وليس عنده من أسباب الأدب شيء سوى أنه قد أصلح لسانه بطرف يسير من علم النحو لا غير, وهو مع ذلك يقول الشعر طبعا، وكان يجيد في الكثير منه.

ومن الألغاز ما يرد على حكم المسائل الفقهية، كالذي أورده الحريري في مقاماته2، وكنت سئلت عن مسألة منه وهي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015