فتركته وإذا أذم من الورى ... راعاك واستثنى بني حمدان1

فإن الدهر وطوارق الحدثان سواء، وإنما جاز استعمال ذلك لأنه قافية.

وأما ما ورد في أثناء الأبيات الشعرية فكقول عنترة:

حييت من طلل تقادم عهده ... أقوى وأقفر بعد أم الهيثم2

فقوله أقوى وأقفر من المعيب؛ لأنهما لفظان وردا بمعنى واحد لغير ضرورة، إذ الضرورة لا تكون إلا في القافية كما أريتك.

وأما ما ورد من صدور الأبيات فكقول البحتري:

ألمت وهل إلمامها بك نافع ... وزارت خيالا والعيون هواجع3

فإن قوله: "ألمت" وقوله: "زارت خيالا" سواء, فلا فرق إذا بين صدر البيت وعجزه, فإن قيل: إنه أراد بالإلمام زيارة اليقظة، ثم قال: "وزارت خيالا" فالجواب عن ذلك أنه لم يرد إلا زيارة المنام في الحالتين؛ لأنه قال: "ألمت وهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015