احتاج أن يقول كهداب, فإن الهداب جمع هدب، ثم قال "المفتل", فدل بذلك على أن الدمقس يطلق على الإبريسم، سواء كان منسوجا أو غير منسوج، وكذلك الحرير أيضا، وعند الاستعمال يفهم المراد منه بالقرينة، ألا ترى أنه لما قال المنخل:
ترفل في الدمقس وفي الحرير
فهم من ذلك أنه أراد أثوابا من الدمقس ومن الحرير؛ لأن الرفول لا يكون في خيوط من الإبريسم، وإنما يكون في أثوابه.
ومما يجري على هذا المنهج قول الآخر من شعراء الحماسة1:
إني وإن كان ابن عمي غائبا ... لمقاذف من خلفيه وورائه
فإن خلفا ووراء بمعنى واحد، وإنما جاز تكرارهما؛ لأنهما قافية, وعلى هذا ورد قول أبي تمام:
دمن كأن البين أصبح طالبا ... دمنا لدى آثارنا وحقودا2
فإن الدمنة هي الحقد. وكذلك قول أبي الطيب المتنبي:
بحر تعود أن يذم لأهله ... من دهره وطوارق الحدثان