وأما ما ورد من ذلك شعرا، فقول النابغة1:

وإنك2 كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

وتخصيصه الليل دون النهار مما يسأل عنه!

وكذلك قوله3:

ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث، أي الرجال المهذب

وعلى هذا الأسلوب ورد قول الأعشى في اعتذاره إلى أوس بن لام عن هجائه إياه:

وإني على ما كان مني لنادم ... وإني إلى أوس بن لام لتائب

وإني إلى أوس ليقبل عذرتي ... ويصفح عني ما حييت لراغب

فهب لي حياتي، فالحياة لقائم ... بشكرك فيها خير ما أنت واهب

سأمحو بمدح فيك إذ أنا صادق ... كتاب هجاء سار إذ أنا كاذب

وهذا من المعاني الشريفة في الألفاظ الخفيفة، وهو من طنانات الأعشى المشهورة.

وعلى نحو منه جاء قول الفرزدق4:

صبحناهم الشعث الجياد كأنها ... قطا هيجته يوم ريح أجادله5

طور بواسطة نورين ميديا © 2015