تكن عمياء، وإنما يريد آية مبصرة، فحذف الموصوف، وأقام الصفة مقامه.

ولقد تأملت حذف الموصوف في مواضع كثيرة، فوجدت أكثر وقوعه في النداء، وفي المصدر.

أما النداء فكقولهم: يا أيها الظريف، تقديره: يا أيها الرجل الظريف.

وعليه ورد قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ} 1 تقديره: يا أيها الرجل الساحر، وكذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} 2 تقديره: يا أيها القوم الذين آمنوا.

وأما المصدر فكقوله تعالى: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} 3، تقديره: ومن تاب وعمل عملا صالحا.

وقد أقيمت الصفة الشبيهة بالجملة مقام الموصوف المبتدأ في قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} 4 أي: قوم دون ذلك.

وأما حذف الصفة وإقامة الموصوف مقامها: فإنه أقل وجودا من حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، ولا يكاد يقع في الكلام إلا نادرًا، لمكان استبهامه.

فمن ذلك ما حكاه سيبويه5 -رحمه الله- من قولهم: "سير عليه ليل"،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015