ضرب من الاتساع، والخبر أولى بذلك من المبتدأ؛ لأن الاتساع بحذف الأعجاز أولى منه بحذف الصدور.
وقد حذف المضاف مكررًا في قوله تعالى: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} 1.
أي: من أثر حافر فرس الرسول.
وهذا الضرب أكثر اتساعا من غيره.
ومما جاء منه شعرا قول بعضهم2 من شعراء الحماسة:
إذا لاقيت قومي فاسأليهم ... كفى قوما بصاحبهم خبيرا3
هل اعفو عن أصول الحق فيهم ... إذا عسرت وأقتطع الصدورا4
أراد: أنه يقتطع ما في الصدور من الضغائن والأوغام5؛ أي يزيل ذلك بإحسانه من عفو وغيره، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه.
أما حذف المضاف إليه، فإنه قليل الاستعمال.
فمما جاء منه تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} 6، أي: من قبل ذلك ومن بعده.
وربما أدخل في هذا الموضع ما ليس منه، كقوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} 7، قيل: أراد ظهر الأرض، فحذف المضاف