ومن ذلك ما ذكرته في فصل من كتاب يتضمن استنجادًا، فقلت:

"وهو إذا استصرخ أصرخ بعزم كالشهاب في رجمه، وهم كالقوس الممتلئ بنزع سهمه، ويرى أن صريخه لم يخب، وأنه إذا لم يجبه بالسيف فكأنه لم يجب، فهو مغري جواده وحسامه، ومسمع العدو صرير رمحه قبل قعقعة لجامه".

وكذلك أيضًا ما كتبته في كتاب إلى بعض الإخوان أذم الفراق، فقلت:

"والفراق شيء لا كالأشياء، وصاحبه ميت لا كالأموات، وحيٌ لا كالأحياء، وما أراه إلا كنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، وما يجعل صاحبها في ضحضاحٍ منها إلا تواتر الكتاب التي تقيه بعض الوقاء، وتقوم له -وإن لم يسق- مقام الإسقاء".

وأما ما ورد منه في الشعر، فكقول أبي نواس1:

إذا امتحن الدنيا لبيبٌ تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديق

وكذلك قول أبي تمام يصف قصيدًا له2:

خذها مثقفة القوافي ربها ... لسوابغ النعماء غير كنود3

كالدر والمرجان ألف نظمه ... بالشذر في عنق الفتاة الرود4

وكذلك ورد قول البحتري، وهو من جملة قصيدته المشهورة التي وصف فيها الفرس والسيف، وأولها:

أهلًا بذلكم الخيال المقبل5

طور بواسطة نورين ميديا © 2015