ولا هزبرًا له من درعه لبدٌ ... ولا مهاةً لها من شبهها حشم1

وهذا من المليح النادر، فالخلد: استعارة لمن اختفى تحت التراب خائفًا، والباز: استعارة لمن طار هاربًا، والهزبر والمهاة: استعارتان للرجال المقاتلة، والنساء من السبايا.

ومن هذا الباب قوله2:

كل جريحٍ ترجى سلامته ... إلا جريحًا دهته عيناها3

تبل خدي كلما ابتسمت ... من مطرٍ برقه ثناياها4

والبيت الثاني من الأبيات الحسان التي تتواصف، وقد حسن الاستعارة التي فيه أنه جاء ذكر المطر مع البرق.

وبلغني عن أبي الفتح بن جني5 -رحمه الله- أنه شرح ذلك في كتابه الموسوم بالمفسر6، الذي ألفه في شرح شعر أبي الطيب، فقال: "إنها كانت تبزق في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015