إني وما نحروا غداة منىً ... عند الجمار يئودها العقل1
لو بدلت أعلى مساكنها ... سفلًا وأصبح سفلها يعلو
لعرفت مغناها بما2 ضمنت ... مني الضلوع لأهلها قبل
ثم جاء المحدثون من بعده، فانسحبوا على ذيله، وحذوا حذوه، فقال أبو تمام3:
وقفت وأحشائي منازل للأسى ... به وهو قفرٌ قد تعفت منازله
وقال البحتري4:
عفت الرسوم وما عفت أحشاؤه ... من عهد شوقٍ ما تحول5 فتذهب
وقال المتنبي6:
لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت أنت وهن منك أواهل
وهذا المعنى قد تداوله الشعراء، حتى إنه ما من شاعر إلا ويأتي به في شعره.
وكذلك ورد لبعضهم من شعراء الحماسة7:
أناخ اللؤم وسط بني رياح ... مطيته وأقسم لا يريم8
كذلك كل ذي سفرٍ إذا ما ... تناهى عند غايته يقيم9