وهذه أبيات حسنة قد استوعبت أقسام هذا المعنى المقصود، إلا أن فيها مأخوذًا من شعر مسلم بن الوليد الأنصاري1، وهو قوله:
نصبته حيث ترتاب الرياح به ... وتحسد الطير فيه أضبع البيد
لكن البحتري زاد في ذلك زيادة حسنة، وهي قوله: "وهو في غير حالة المحسود".
ومن هذا الضرب ما جاء في شعر أبي الطيب المتنبي في وصفه الحمى، وهو قوله2:
وزائرتي كأن بها حياءً ... فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا ... فعافتها وباتت في عظامي
كأن الصبح يطردها فتجري ... مدامعها بأربعةٍ سجام3
أراقب وقتها من غير شوقٍ ... مراقبة المشوق المستهام
وقد شرح أبو الطيب بهذه الأبيات حاله مع الحمى.
ومن بديع ما أتي به في هذا الموضع أن سيف الدولة بن حمدان4 كان مخيمًا