وعليه ورد قول أبي الطيب المتنبي:

يوسطه المفاوز كل يومٍ ... طلاب الطَّالبين لا الانتظار1

فقوله: "لا الانتظار" كلام نافر عن موضعه.

ومن هذا القسم أن يفرَّق بين الموصوف والصفة بضمير من تقدَّم ذكره، كقول البحتري:

حلفتُ لها بالله يوم التَّفَرُّق ... وبالوجد من قلبي بها المتعلِّق2

تقديره "من قلبي المتعلق بها" فلمَّا فصل بين الموصوف الذي هو "قلبي" والصفة التي هي "المتعلق" بالضمير الذي هو "بها" قبح ذلك، ولو كان قال: "من قلبٍ بها متعلق" لزال ذلك القبح, وذهبت تلك الهجنة.

ومن هذا القسم أيضًا أن تزاد الألف واللام في اسم الفاعل، ويقام الضمير فيه مقام المفعول, كقول أبي تمام:

فلو عاينتهم والزائريهم ... لما مِزْتَ البعيد من الحميم3

فقوله: "الزائري" اسم فاعل، وقوله: "هم" الذي هو الضمير في موضع المفعول تقديره "الزائرين أرضهم أو دارهم"، أو "الزائرين إياهم"، فاستعمال هذا مع الألف واللام قبيح جدًّا، وإذا حذفتا زال ذلك القبح. وقد استعملها الشعراء المتقدمون كثيرًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015