"نحن من حسن شيمه وفواصل إحسانه بين هند وهنيدة، ومن يُمْنِ نقيبته وأمانة غيبه بين أم معبد وأبي عبيدة".
ومن ذلك ما ذكرته في مطلع كتابٍ إلى بعض الإخوان، فقلت:
"الكتب وإن عدَّها قوم عرضًا من الأعراض، وتقالَّوها حتى قالوا: هي سواد في بياض، فإنَّ لها عند الإخوان وجهًا وسيمًا، ومحلًّا كريمًا، وهي حمائم القلوب إذا فارق حميمٌ حميمًا، ومن أحسنها كتاب سيدنا ... ".
ثم مضيت على هذا النهج إلى آخر الكتاب.
ومن هذا القسم قول أبي تمام:
أيام تدمي عينه تلك الدُّمى ... فيها وتقمر لُبَّه الأقمار1
وكذلك قوله:
بيضٌ فهنَّ إذا رمقن سوافرًا ... صورٌ وهنَّ إذا رمقن صوار2
وكذلك قوله:
بدرٌ أطالت فيك بادرة النَّوى ... ولعًا وشمسٌ أولعت بشماس3
وكذلك قوله:
كادوا النبوة والهدى فتقطَّعت ... أعناقهم في ذلك المضمار
جهلوا فلم يستكثروا من طاعةٍ ... معروفةٍ بعمارة الأعمار4