قلت: رَضِي الله عَنْك {مَوضِع التَّرْجَمَة فِي الحَدِيث مُطَابق إِلَّا قَوْله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : ". وَوجه مناسبته فِي الْجُمْلَة أَنه خاطبه [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بِمَا يفهم مِمَّا لَا يتَكَلَّم بِهِ الرجل. فَهُوَ كمخاطبته العجمي بِمَا يفهمهُ من لغته.
نَافِع: كُنَّا مَعَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بِذِي الحليفة، فَأصَاب النَّاس جوعٌ، وأصبنا وَكَانَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي أخريات النَّاس - فعجلوا فنصبوا الْقُدُور، فَأمر بالقدور فأكفيت ثمَّ قسم، فَعدل عشرَة عشرَة من الْغنم بِبَعِير،، وَفِي الْقَوْم خيل يسيرَة، فطلبوه فأعياهم فَأَهوى إِلَيْهِ رجل بِسَهْم. فَقَالَ: هَذِه الْبَهَائِم لَهَا أوابد كأوابد الْوَحْش.
قلت: رَضِي الله عَنْك} وَجه الْمُطَابقَة انه أكفأ الْقُدُور، لِأَن الذّبْح كَانَ تعدّيا على حق الْغَيْر. وَقد ذهب بعض الْعلمَاء إِلَى أَن الْمَذْبُوح تعدّيا سَرقَة أَو غصبا ميتَة وَله انتصر البُخَارِيّ. وَالله أعلم.