أقول: أنشدني الشيخ الوجيه الضرير النحوي لنفسه في هذا المعنى: الطويل

وَلَوْ وَقَعَتْ في لُجَّةِ البَحْرِ قَطْرَةٌ ... من المُزْنِ يوماً ثم شَاَء لمَازَهَا

ولو مَلَكَ الدُّنيا فأضْحَتْ مُلوكُهَا ... عَبِيداً في الخَافِقَيْنِ لَمَا زَهَا

وقال: قولي في هذا أبلغ من قول المتنبي؛ لأن ماء القطر لا يمكن تمييزه من ماء البحر إذا خالطه، والماء يمكن تخليصه من اللبن بالقش يُلقى فيه فيشرب الماء ويبقى اللبن.

وأقول: وهذا شيء لم أجربه إلى الآن فاعلم صحته!!

وقوله: البسيط

لم نَفْتَقِدْ بكَ من مُزْنٍ سِوَى لَثَقٍ ... ولا من البَحْرِ غيرَ الرِّيحِ والسُّفُنِ

قال: يقول: لم نفتقد بجودك من السحاب سوى الوحل الذي يكون من مائه ولا من ماء البحر غير الريح والسفن التي لا يمكن عبور البحر الا بهما. والمعنى: إنه سحاب وبحر.

وأقول: اللثق: هو الندى والبلل، يقال: لثق الشيء بمعنى ابتل، وطائر لثق: مبتل. والمعنى: إنه يفضل السحاب والبحر لان السحاب، مع نفعه، قد يؤذي بالبلل، والبحر يتكلف له ويكون الإنسان معه وفيه على خطر، وليس كذلك الممدوح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015