لأنهم أفسد الناس لغة وأردأهم لسانا، فقد خرق الله العادة بهذا الممدوح أن خلقه أفصح الناس من أنكر الناس. ولم يعرف ابن جني هذا المعنى فروى: أفضل، والصحيح: أفصح).

وقوله: (الخفيف)

وأحقَّ الغُيُوثِ نَفْساً بحمْدٍ ... في زَمَانٍ كل النُّفُوسِ جَرادُهْ

قال: جعله كالغيث، وجعل جميع الناس كالجراد. أي: لأنه يعطيهم، وجميعهم يأخذ منه وهو سبب حياته.

وأقول: الصواب؛ أن يجعله كالغيث لعموم نفعه، ويجعل الناس كالجراد لظهور فسادهم في الأرض، ويدل على ذلك قوله فيما يليه: (الخفيف)

مِثْلَمَا أحْدَثَ النُّبُوَّةَ في العَا ... لَمِ والبَعْثَ حين شَاعَ فَسَادُهْ

(وهو من قول ابن أبي عيينه: (الطويل)

أبُوكَ لنَا غَيْثٌ نَعِيشُ لِظِلِهِ ... وأنتَ جَرادٌ لستَ تُبقِي ولا تَذَرْ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015