وقوله: الوافر
فَمَوْتي في الوَغَى عَيشي لأنِّي ... رَأيْتُ العَيْشَ في أرَبِ النُّفوسِ
قال: أي إذا قتلت في الحرب فكأني قد عشت؛ لأن حقيقة العيش أن يكون فيما تشتهي النفس، وحاجتي أن أقتل في الحرب، فإذا أدركت حاجتي فكأني قد عشت!
وأقول: إن العاقل لا يؤثر القتل على الحياة من غير سبب يدعوه اليه، وغرض يقصده فيه، فقوله: فحاجتي أن أقتل في الحرب فإذا أدركت حاجتي فكأني قد عشت ليس بشيء. وإنما يريد بقوله:
فَمْوتي في الوغى عَيْشي. . . . . . ... . . . . . .
لأني أبلي فيها حسنا أذكر فيه كقوله:
ذِكْر الفَتَى عُمْرُهُ الثَّاني. . . . . . ... . . . . . .
فإذا كان كذلك فأنا لا أكره الموت في الوغى لأنه أرب نفسي الحصول ما تهواه من حسن الذكر وجميل الثناء؛ وعيش الإنسان في حصول أرب نفسه.
وقوله: البسيط
الفَرْقَدُ ابنُكَ والمِصْباحُ صاحِبُهُ ... وأنتَ بَدْرُ الدُّجَى والمَجْلِسُ الفَلَكُ