وهو مما استُقبح من أشعاره، والمتنبي نقل شيب الفؤاد إلى الكبد.

وأقول: الأشبه أن يكون أبو الطيب اخذ ذلك من قول أبي نواس: المنسرح

يا عمرو أضْحَيْتُ مُبْيَضَّةً كَبِدي ... فأخْضِبْ بياضاً بعُصْفُرِ العنبِ

ويكون أبو تمام نقل منه شيب الكبد إلى الفؤاد.

وقوله: البسيط

حَتَّى وَصَلْتُ بنَفْسٍ مَاتَ أكثَرُهَا ... وليتني عِشْتُ منها بالذي فَضَلا

قال: مات أكثرها: ذهب أكثر لحمها وقوتها لما قاسته من هول الطريق وشدته، ثم تمنى أن يعيش بما بقي من نفسه ليقضي حق خدمة الممدوح.

وأقول: قوله: ليقضي حق خدمة الممدوح ليس بشيء، إنما يريد أن نفسه نفس كبيرة عظيمة. ولما قال: مات أكثرها خاف أن يسبق إلى الوهم أن الذي بقي يسير ضعيف فقال: ليتني عشت بالذي فضل منها فأنه قوي كثير مع ذهاب أكثره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015