والمعنى منافع الليالي في مضرة غيرها من الناس. وجعل الضمير في أن تجوع وأن تظمأ للمخاطب، وجوّز عوده إلى الليالي، وروى:

. . . . . . ... . . . . . . أن نَجُوعَ وأنْ نَظْمَا

بالنون.

وقوله: الكامل

مَنْ لي بِفَهْمِ أُهَيْلِ عَصْرٍ يَدَّعي ... أنْ يَحْسُبَ الهِنْديَّ فِيهِمْ بَاقِلُ

قال: قال ابن جني ردا على المتنبي: أن باقلا لم يؤت من سوء حسابه، وإنما أتي من سوء عبارته، والعذر للمتنبي ظاهر، وهو إنه لولا سوء حسابه، وجهله به كان عقد ببنانه ثمن الظبي فلم يفلت منه فصح جهله بالحساب، وهذا الرد لي على رد ابن جني.

وأقول: إن هذا الرد على ابن جني قد سبقه إليه الواحدي فقال: - ويعني ابن جني - ليس كما قال، فأن باقلا كما أتى من سوء البيان أتى من سوء الحساب بالبنان فإنه لو ثنى من سبابته وإبهامه دائرة وثنى من خنصره عقدة لم يفلت منه الظبي فصح قوله في نسبته إلى الجهل بالحساب.

ولعل الشيخ لم يقف عليه مع كثرة وقوفه على شرحه ونقله منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015