وأقول: إنه لم يفهم المعنى!

يقول: أن شفرتيه قد طغتا في قتل الناس! وإنما طغيانهما هاهنا في المضاء والقطع لا في القتل. ولهذا وصفه بأنه جائر في الحكم، وفي البيت الثاني بأنه متحرج عن حقن الدماء؛ أي: لا بد له من اراقتها، وان يطير الرؤوس عن الأجسام. وكل هذا صفة له بالمضاء والحدة. فينبغي أن يفسر بهذا طغيان شفرتيه

وجوره في الحكم، لا بقتل من لا يستحق القتل. والذي يدل على ذلك قوله فيما بعد: الطويل

وَجَدْنَا ابنَ إسحاقَ الحُسَيْنَ كَجَدِّهِ ... على كَثْرَةِ القَتْلَى بريئاً من الإثْمِ

وقوله: الوافر

وخَيْلِ لا يَخِرُّ لها طَعِينٌ ... كأنَّ قَنَا فوارِسِهَا ثُمامُ

قال: قوله: وخيل أن أراد بعض الخيل فهو صادق في ذلك؛ فإن كثيرا من الملوك تجري خيولهم في الميادين، وتلعب فرسانها بالرماح، المدة الطويلة، ولا يكون جرح ولا قتل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015