كاشتمال الظرف على ما فيه وأقول: لم يصب في الوجهين اللذين ذكرهما؛ لأن أبا الطيب لم يكن ممن يهدي لأحد شيئا، ولا ممن يقنع بعطاء فيسأل أن لا يتكلف له فيه!

والمعنى: أني جعلت الهدية التي تهديها إلي؛ أي: العطاء الذي تعطينيه، لسرورك به، هدية مني إليك؛ أي كأني أتحفتك بتحفة وذلك لفرط جودك.

وقوله: وظرفها التأميلا أي: وجعلت ظرف الهدية، وهي عطاء الممدوح، التأميل. وهذا المعنى قد لطفّه هاهنا، وهو في مواضع كثيرة من شعره كقوله: الوافر

قبولُكَ مَنَّهُ مَنٌّ عليه ... . . . . . .

وقوله: المتقارب

. . . . . . ... فَتىً لا يُسَرُّ بما لا يَهَبْ

وقوله: الوافر

وأسْعَدُ من رأيْنَا مُسْتَمِيحٌ ... يُنِيلُ المُسْتَمَاحَ بأنْ يَنَالاَ

وأشباه ذلك. وأصله قول زهير: الطويل

. . . . . . ... كأنَّكَ تُعْطيهِ الذي أنتَ سائِلُهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015