حديد الطرّف والمنكب والعرقوب والقلب

وكذلك إذا فضّلت على البرق في السّرعة، لا يدلّ على ضعف البرق، وإنما يقصد بذلك المبالغة في الصّفة، لا نقص المفضّل عليه.

وقوله: (المنسرح)

قصدت من شرقها ومغربها ... حتى اشتكتك الركاب والسّبل

قال: في هذا البيت مبالغتان:

إحداهما: يجوز أن يكون مثلها، وهي ادّعاؤه، أن الرّكاب تشتكي الممدوح، من كثرة ما تركب اليه، فهذا يجوز مثله، لأنها إذا صارت انضاء، وأخذ منها السّير، فكأنها تشتكيه.

والأخرى: ادّعاؤه أن السّبل تشتكيه، أي: الطّرق، فهذا ما لا يمكن أن يكون.

فيقال له: اشتكاء الإبل والطّرق مجاز، فلا يمكن أن يكون، فإذا جوّزت ذلك في الإبل، لكثرة ما تركب وينضيها السّير، فلم لا يجوز مثل ذلك في الطّرق لكثرة ما تسلك ويؤثّر فيها السّير!؟

وقوله: (المنسرح)

لم تبق إلا قليل عافية ... قد وفدت تجتديكها العلل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015