غير وصفه بالحذق، وهو وصفهم بالخوف.

وهذا، كأنه مثل ضربه لمفاخرة غيره له من الملوك، يقول: قابلوا مفخرك بمفاخرهم، فتركتهم كأن لا مفخر لهم. وينظر إلى قوله: (الكامل)

أكلت مفاخرك المفاخر وانثنت ... عن شأوهنّ مطيّ وصفي ظلّعا

وقوله: (الخفيف)

ما لنا كلّنا جو يا رسول ... أنا أهوى وقلبك المتبول

قال: الاجود، أن ترفع كلّنا على الابتداء، ويكون: جو خبره. وكان بعض النّاس يخفض كلّنا ويجعله تأكيدا للضّمير في لنا، وهذا وجه رديء، لأنه يوجب نصب جو على الحال فيقال: ما لنا كلّنا جويّا، فأن لم يفعل ذلك فهو ضرورة.

وأقول: أن تأكيد لنا بكلّنا يوجب أن يكون الحال جمعا، فيقال: ما لنا كلّنا جوين، لأنك إنما أفردت جو خبرا لمّا جعلت كلّنا مبتدأ، فحملت الخبر على لفظها لأنه مفرد، فأمّا إذا أكدت به ضمير الجمع، تمحّص في الجمع، لأنه صار من تمامه وأشبه أجمعين فكأنك قلت: وما لنا أجمعين جوين. فلا يجوز جويا كما لا يجوز: ما للزيدين قائما، ومثل هذا مسألة الإيضاح: أنتم كلكم بينكم درهم. قال: إذا جعلت كلاّ تأكيد أنتم كأنك قلت: أنتم بينكم درهم، وانتم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015