وقال في قوله: (الطويل)

إليك فأنّي لست ممن إذا اتّقى ... عضاض الأفاعي نام فوق العقارب

المعنى أنني لست ممن إذا اتّقى الأمور الكبار، صبر على ما هو دونها.

وأقول: ينبغي أن يفسّر هذا البيت، على ما قبله من قوله: (الطويل)

تخوّفني دون الذي أمرت به ... ولم تدر أن العار شرّ العواقب

أي: تخوّفني السّير الذي عاقبته الهلاك، وتأمرني بالمقام على الضّيم الذي يعقب العار، وعندها أن المقام على الضّيم اسهل من تخوّف الهلاك بالسّير، ولم تعلم أن عاقبة الضّيم شرّ من عاقبة السّير المفضي إلى الهلاك، وإنّ العار شرّ العواقب، فضرب عندها وفي رأيها للهلاك مثلا بالأفاعي لعظمها، وللضّيم مثلا بالعقارب وهو عنده بخلاف ذلك فقال: إليك: أي: تنحّي عنّي فلست ممن إذا خاف عضاض الأفاعي، وهو الهلاك، على رأيك، نام على العقارب، وهو الضّيم الذي دون الأول، على رأيك، بل اترك كلا الأمرين. فهذا البيت مرتّب على ما قبله في التفسير، كما ترى. ولم أعلم من شرّاح الديوان (من) ذكره على هذا الوجه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015