قال: يقول: لست ممن إذا اتقى عظيمة صبر على مذلة وهوان؛ تشبه العظيمة بالأفاعي، ويشبه الذل بالعقارب، وكل مهلك، أي: إذا كرهت أمرا عظيما، لم أصبر على مكروه دونه، بل أبى الجميع، صغيره وكبيره.

وأقول: (هذا بضد شرحه لقوله:

. . . . . . . . . ولم تَدْرٍ أنَّ العارَ شَرُّ العَواقِبِ

بقوله: أي: تخوفني الهلاك وهو عندي دون العار الذي أمرتني بارتكابه. . . . . .).

ولو شبه الأفاعي بالمهالك، والعقارب بالأذى والنمائم والمكائد لكان أولى، وقد قال أبو النشناش: (الطويل)

وللْمَوْتُ خَيْرٌ للفَتَى من قُعودِهِ ... عَديماً، ومن مَوْلى تَدِبُّ عَقارِبِهُ

أي: لست ممن يصبر على الأذى والضيم لخوف المهالك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015