قلبوا ثيابهم؛ يقولون: ستنقلب حالنا هذه إلى حال أخرى.

وقال غيره: الرواية في هذا البيت الشاهد غير ما رواه وهي:

قومٌ إذَا اشْتَبَهَ الخُروقُ عليهِمُ ... قَلَبُوا الثَّيَابَ. . . . . .

وأي معنى في البيت لذكر الكرام ونزولهم في محلهم وهم في فلاة ضلالا؟

وأقول: كأن هذا البيت - أعني بيت أبي الطيب - من قول أبي نواس: (الكامل)

فإذَا قَصَرْتَ لها الزَّمَامَ سَمَا ... فَوْقَ المَقَادِمِ مِلْطَمٌ حُرُّ

وقوله: (الطويل)

غذا الهُنْدُوانِيَّاتِ بالهَامِ والطُّلَى ... فَهُنَّ مَدَارِيهَا وهُنَّ المَخانقُ

قال: غذاها، أي: تعهد هامها كما يغذى الصبي، فصارت سيوفه للهام كالمداري وفي الأعناق كالمخانق؛ أي: قد صاحبت سيوفه الهام والأعناق كما صاحبتها المداري والمخانق.

وأقول: لا يحسن هاهنا ذكر المصاحبة بين الهام والأعناق والسيوف؛ لأنها لا تبقى معها حتى تصاحبها، ولكن لما كانت تحل في الرؤوس والأعناق جعلها لها مداري ومخانق لأن تينك محلهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015