إنه بسير العيس، خلص من كافور ووقى وجسمه من ذلك، فهذا الكلام حكاية للحالة التي كان عليها، والشدة التي نجا منها.
وقوله: البسيط
في غِلْمَةٍ أخْطَروا أرْوَاحَهمْ ورَضُوا ... بما لَقُوهُ رِضَا الأيْسَار بالزُّلَمِ
قال: يقول: سريت من مصر في غلمة حملوا أرواحهم على الخطر لبعد المسافة، وصعوبة الطريق، ورضوا بما يستقبلهم من هلك أو ملك، كما يرضى المقامرون بما يخرج لهم من القداح.
وأقول: الجيد لو قال: بما يلقونه من نجاة أو هلاك، لأن أبا الطيب في خروجه من مصر على تلك الحال لم يحاول ملكا وإنما حاول نجاة من الأسود لخوفه على نفسه وماله منه بتوصيته عليه، ولكنه قصد بتلك العبارة الازدواج فوقع في الاعوجاج.
وقوله: الطويل
تُمِرُّ الأنابيبُ الخواطِرُ بينَنَا ... ونَذْكُر إقبالَ الأميرِ فَتَحْلَوْ لي