وقوله: الوافر
ولمَّا أنْ هَجَوْتُ رأيتُ عِيّاً ... مَقَالي لابْنِ آوَى يَالَئِيمُ
قال: يقول: لما هجوته، وهو ظاهر اللؤم؛ كان نسبتي إياه إلى اللؤم عيا، لأن التكلم بما لا يحتاج فيه إلى بيان عي، ومن قال لابن آوى، وهو من أخس السباع: يا لئيم كان متكلفا.
وأقول: قوله: إن التكلم بما لا يحتاج فيه إلى بيان عي حسن، وذلك كمن قال للشمس: هي مضيئة، أو للنار: هي حارة فإن وصفهما بذلك، مع بيانه، بمنزلة العي والخرس إذ لا فائدة فيه للسامع؛ لأنه يعلم ذلك ضرورة.
وقوله: ومن قال لابن آوى، وهو من أخس السباع: يا لئيم كان متكلفا ليس بشيء! لأن الأخس هو الأحقر، ولعل في السباع ما هو أحقر منه. ولو قال: وهو من ألأم السباع، للؤم اصله؛ لأنه لا يعرف له أب، وذلك إشارة إلى قول الشاعر: الطويل
وما خبرُهُ إلاَّ كآوَى يُرَى ابنُهُ ... ولم يُرَ آوَى في الحُزونِ ولا السَّهْلِ
لأصاب المعنى وأحسن العبارة.
وقوله: البسيط
لا يَقْبِضُ المَوْتُ نَفْساً من نُفُوسِهِمُ ... إلاَّ وفي يَدِهِ من نَتْنِهَا عُودُ