وقوله: الطويل

أتاهُمْ بها حَشْوَ العَجاجَةِ والقَنَا ... سَنَابِكُهَا تَحْشُو بطونَ الحَمَالِقِ

قال: يقول: أتاهم بالخيل وقد أحاطت بها الرماح والعجاج فهي حشو هاذين، وحوافرها تحشو العيون بما تثير من الغبار.

قال ابن جني: تحشو الجفون بالعجاجة.

وقال العروضي: أحسن من هذا وأبلغ؛ إن الخيل تطأ رؤوس القتلى فتحشو حمالقها بسنابكها كما قال: الطويل

. . . . . . ... وموطِئُهَا من كلِّ باغٍ مَلاغِمُهْ

فأما أن يرتفع الغبار فيدخل فلا كثير فخر في هذا.

وأقول: هذا الذي ذكره العروضي ليس بشيء ولا يشبه معنى هذا البيت، معنى البيت الذي أشار اليه، وما أعلم لم جعل الخيل تحشو حمالق القتلى بسنابكها إذا وطئت رؤوسها، دون أقدامها وآنفها وآذانها! وإنما يصف هذه الكتيبة بكثرة العجاج وتكاثفه إلى أن يحشو بطون الحمالق، وذلك يدل على كثرتها ويدل عليه قوله:

أتاهم بها حَشْوَ العَجاجةِ والقَنَا ... . . . . . .

وقوله فيما بعد: الطويل

ومَلْمُومَةٌ سَيْفيَّةٌ. . . . . . ... . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015