وقوله: الوافر

فَمَسَّلهُمْ وبُسْطُهُمُ حَرِيرٌ ... وصَبَّحَهُمْ وبُسْطُهُمُ تُرابُ

قال: أتاهم مساء وهم يفترشون الحرير فبيتهم وقتلهم ليلا حتى جدّلوا على الأرض مقتولين مع الصباح.

وأقول: لم يقاتلوا حتى يُقتلوا، ويدل على ذلك قوله قبل: الوافر

وقاتلَ عن حرِيمهمُ وفَرُّوا ... نَدَى كَفَّيْكَ والنَّسَبُ القُرابُ

ولكن أراد بذلك: فمساهم وهم أغنياء وصبحهم فقراء، فكنى ببسط الحرير عن الغنى، وببسط التراب عن الفقر.

وقوله: إن صبحهم بمعنى بيّتهم وقتلهم ليلا خطأ لأن التصبيح غير التبييت، وإنما صبحهم: أغار عليهم صباحا؛ لأن الغارة تكون في ذلك الوقت، وذلك مشهور في فعلهم وقولهم.

وقوله: الطويل

وما ضَرَّهَا خَلْقٌ بغير مَخَالبٍ ... وقد خُلِقَتْ أسيافُهُ والقوائمُ

قال: يقول ما ضر الأحداث من النسور، يعني الفراخ، والقشاعم؛ وهي المسنة التي ضعفت عن طلب الرزق، وخص هذين النوعين من النسور لعجزهما عن طلب القوت؛ يقول: فليس يضرها أن لا مخالب لها قوية مفترسة، بعد أن خُلقت أسيافه فإنها تقوم بكفاية قوتها

وأقول: لم يرد بالقشاعم المسنة التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015