الفصل الأول: التبشير الحديث.. من الغرب

مقدمة:

6ـ لم يعد سرا.. أن التبشير بدأ حيث انتهت الحروب الصليبية 1 بديلا عنها.. فلقد أنفق الغرب من دمه وماله الكثير.. فما أورثه ذلك إلا صحوة المسلمين.

من هنا أدرك أن الضربة لا ينبغي أن توجه إلى الجسد.. بل ينبغي أن توجه إلى القلب.. إلى عقيدة المسلمين.. علهم يرتدوا عن دينهم.. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا..}

7ـ بيد أن التبشير بدأ في البداية.. اخراجا للمسلمين من دينهم، وادخالا لهم في دين آخر.. وقد فشلت تلك الوسيلة.. فقد كان عدد المرتدين من يعدون على الأصابع.

من هنا كان تفكيرهم.. في أسلوب آخر.. اكتفوا فيه بالشطر الأول دون الشطر الثاني.. اكتفوا فيه باخراج المسلمين من دينهم.. دون ادخالهم في دين آخر.. وهو ما استجابوا فيه لنصيحة كبير من كبرائهم:

ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها ليس في ادخال المسلمين في المسيحية فإن في هذا هداية لهم وتكريما1.

وإنما مهمتكن أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015