وقائداً، فقد كان إماماً من أئمة المسلمين، وشيخاً من شيوخ الإفتاء، ورئيساً من رؤوس القضاء، وكان أول من جمع بين القيادة والقضاء، فكان عالماً، ومجاهداً وشهيداً، سقط مضرَّجاً بدمائه، ولم يسقط السيف والقلم من يده.
ثم تحدّث عن صلاح الدين الأيوبي، قاهر الصليبيين، ومحرر بيت المقدس، وبطل معركة حطّين .. الذي كان حسنة من حسنات البطل نور الدين الشهيد، كما كان الفاروق عمر حسنة من حسنات أبي بكر الصدّيق - رضي الله عنه - .. لأن نور الدين هو الذي جمع الشَّمْل، ورصَّ الصفوف، ووحَّدَ العرب، ووجَّه المسلمين إلى حرب الصليبيين، ومهَّد الطريق لصلاح الدين.
تحدّث عن حياة الأمير نجم الدين أيوب والد صلاح الدين، وأخيه أسد الدين شيركوه عمِّ صلاح الدين .. ثم عن حياة صلاح الدين، ولادةً، ووزيراً، وسلطاناً، وقائداً محنَّكاً مظفَّراً، في عدد من المعارك، كانت تاجها معركة حطين التي هي من المعارك الإسلامية الحاسمة .. فقد حشد صلاح الدين ما أمكنه من الطاقات المادية والمعنوية لمصر والجزيرة وبلاد الشام، ونظّمها من أجل المجهود الحربي الهادف إلى تحرير القدس وسائر البلاد العربية والإسلامية التي احتلّها الصليبيون، وقد أمضى صلاح الدين سبع عشرة سنة في الإعداد والاستعداد، ليقطف الثمرات اليانعة في معركة حطّين الفاصلة.
ثم تحدّث المؤلف عن معارك استثمار الفوز بعد حطين، فكان استيلاء صلاح الدين على قلعة طبريّة التي استعصت عليه من قبل، وعكا ونابلس، وحيفا، وقيساريّة، وصَفُّوريّة، والناصرة، وتبنين، وصيدا، وبيروت، وجبيل، ثم انكفأ فاحتلَّ الرَّمْلة، ويبنا، والدارون، وعسقلان،