فهو واضع الخُطّة التمهيدية التي حملت الجيوش الإسلامية على فتح أرض الشام، وتأسيس أول ركن لدولة الإسلام خارج شبه الجزيرة العربية، على الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، في معركة مؤتة التي كانت نتائجها وآثارها بعيدة المدى، ثم في غزوة تبوك التي كانت إيذاناً بانطلاق الفتح الإسلامي لتحقيق أهدافه.
وتحدّث المؤلف عن (بعث أسامة بن زيد)، وأثره في المرتدين وغيرهم، وتأديب القبائل العربية القاطنة في الشمال، تلك التي ما لبثت أن دخلت في الإسلام، وصارت من الذادة عنه.
وتحدّث عن حروب الردّة التي شملت أكثر العرب إلا أهل المدينة ومكة والطائف، وأقساها كانت معركة اليمامة، كما تحدث عن معركة اليرموك في الشام، ومعركتي الجسر والقادسية في العراق، وفتح المدائن، وما صاحب تلك المعارك من النماذج البطولية، ثم انتقل إلى أفريقية، فالأندلس، وقرر أن انتصار المسلمين في تلك المعارك، كان انتصار عقيدة، وضرب على ذلك أمثلة ناطقة بإيمان أولئك الأبطال الميامين الذين ضَحَّوا بدمائهم، وأموالهم، في سبيل الله.
ثم جاء إلى التطبيق العملي بعد الفتح الإسلامي العظيم على أيدي عدد من القادة المنتصرين: أسد بن الفرات، فاتح جزيرة صقلية، وصلاح الدين الأيوبي، قاهر الصليبيين، وقطز، قاهر التتار، ومحمد الفاتح، فاتح القسطنطينية. وسبب اختيار هؤلاء القادة العظام، ما كان لانتصاراتهم من آثار مصيرية، لأنها كانت انتصارات استراتيجية، وليست تكتيكية .. رفعت شأن العرب والمسلمين، ولا تزال آثارها ونتائجها ظاهرة ملموسة .. وهذه الانتصارات أحرزها قادة متدينون بكل ما في التدين من المعاني، بينما لم نجد قائداً عربياً أو مسلماً واحداً غير متدين، استطاع