بالمعنى الكامل لها .. حملة مسيحية نسطورية، وقد هلل لها الغرب، وارتقب الخلاص على يد هولاكو وقائده المسيحي (كتبغا) الذي تعلق أمل الغرب في جيشيهما، ليحققا القضاء على المسلمين وهو الهدف الذي أخفقت في تحقيقه الجيوش الصليبية ".

وتحدّث عن زحف التتار باتجاه مصر، وكان قرار ملكها قطز وسائر الأمراء والعلماء، قتال التتار، ولا شيء غير القتال .. وحشد قطز حشوده، ونودي في القاهرة والفسطاط وسائر الأقاليم المصرية بالخروج إلى الجهاد.

جمع قطز أمراء المماليك، وقادة الجيش، وبذل جهداً عظيماً في رفع معنوياتهم المنهارة، واستحثَّ القادرين على حمل السلاح من الشعب المصري على القتال، واستحثَّ الأغنياء على البذل السّخيّ للحرب، وقد قدَّم لجيشه وللناس مثلاً حيّاً بشخصه، في تقديم ماله وروحه في سبيل الله.

كان قرار قطز أن تكون المعركة الفاصلة بينه وبين التتار خارج مصر، فكان قراراً عسكرياً فذاً.

ووصف المؤلف معركة (عين جالوت)، وما سبقها، وما لحقها من استثمار للفوز العظيم، بمطاردة فلول التتار حتى مدينة حلب، حيث ترك التتار ما كان في أيديهم من أسرى المسلمين، كما رموا أولادهم على قوارع الطرق، لينجوا هم بأرواحهم.

وتحدّث المؤلف عن (أسباب النصر) الهائل لجيش المسلمين على جيوش التتار الجرارة، بمعنوياتهم العالية، وتسليحهم، وتدريبهم، وخبراتهم القتالية، ورآها في:

1 - تعاون الملك قطز مع العلماء، فأمر رجاله بالمعروف ونهاهم عن المنكر، فخرج الجيش من مصر تائباً طاهراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015