قادة المسلمين، جهاداً وجهوداً وإخلاصاً وحميّة وفتوحاً.
وتحدّث عن إنسانية صلاح الدين، وعن دينه وأخلاقه، وعن عبادته، ورأفته، ورحمته، وشهامته، وعدله وعلمه، وشجاعته، وذكائه، وكرمه، وحيائه، ونقائه، فقد كان مثلاً أعلى لرجاله في سائر أحواله.
كما قدّم المؤلف بعض النُّقُول من المصادر الأجنبية التي ما كان يسعها إلا الإشادة بأعماله البطولية، وسجاياه النادرة.
وكذلك فعل المؤلف في حديثه عن الملك المظفَّر قطز، وعن السلطان محمد الفاتح .. تحدَّث عن حياة كلّ منهما، وعن أعماله البطولية، وأخلاقه السامية، ودينه وعبادته .. في حديثه عن قطز مهَّد بالكلام عن التتار، وعن هولاكو وتدمير بغداد، ثم زحفهم إلى جزيرة ابن عمر، واستيلائهم على مدنها، ثم نزولهم على حلب، واستيلائهم عليها، وإحراقهم المساجد، وذبح الناس فيها، حتى سالت الدماء في أزقتها. ثم عن وصولهم إلى دمشق، وغدرهم بأهلها، واعتدائهم على نابلس، والكرك، وبيت المقدس، وغزة.
وتحدث عن موقف أوروبة التي فرحت بانتصارات التتار، وأحلام البابوات في إقامة حلف مع التتار، من أجل نشر النصرانية بينهم، ولضرب المسلمين، كما فاوضهم لويس التاسع على عقد اتفاقية عسكرية تنصُّ على أن يقوم الصليبيون والتتار بعمليات حربية ضد المسلمين، يكون دور التتار غزو العراق، وتدمير بغداد، والقضاء على الخلافة الإسلامية، ويكون دور الصليبيين حماية هذا الغزو التتري من الجيوش المصرية، بعزل مصر عزلاً تاماً عن سائر البلاد العربية.
وصف الأسقف دي مسنيل حملة التتار بقوله:
" لقد كانت الحملة التترية على الإسلام والعرب حملة صليبية