هذا السياق يأتي هذا المصنف الذي يهدف من خلال الشيخ رحمه الله إلى عرض النصوص القرآنية التي تحدث الله بها عن نفسه، ومن ثم بيان معاني هذه النصوص تفسيرًا وشرحًا، وبيان كيف عرَّفنا الله بنفسه من خلال هذه النصوص، كل ذلك بأسلوب مبسط وميسر لا تعقيد فيه، وهو ذات الأسلوب الذي تعرف به الرعيل الأول من الصحابة على الله عزَّ وجلَّ فمجدوه وحمدوه وقدسوه من خلال حديث الله عن نفسه، فأنعم وأكرم به من حديث عن "ملكًا له الملك كله، وله الحمد كله، أزمة الأمور كلها بيده، ومصدرها منه ومردها إليه، مستويًا على سرير ملكه، لا تخفي عليها خافية في أقطار مملكته، عالمًا بما في نفوس عبيده. . يسمع ويرى، ويعطي ويمنع، ويثيب ويعاقب، ويكرم ويهين، ويخلق ويرزق. . . ويقضي ويدبر، الأمور نازلة من عنده دقيقها وجلَّيلها، وصاعدة إليه، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه" (الفوائد: ص36).
رحمك الله يا والدنا الحبيب، لقد أحببت القرآن فأسأل الله أن يكون شفيعك يوم القيامة، ونصرت السنة فأسأله أن تحشر مع الحبيب المصطفى. لقد تركت من وراءك وأمامك علمًا نافعًا، سيظل ينتفع به إلى أمد بعيد تلاميذ من الدعاة والعلماء يدعون لك، فرحمة الله عليك رحمة واسعة، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وفسح لك في قبرك مد البصر، وملأه عليك خيرًا ونورًا، وتقبل الله علمك وعملك.
د. أسامة عمر الأشقر