اللقاء الشهري (صفحة 1432)

حكم الصلاة في الملعب إذا كان المسجد بعيداً

Q فضيلة الشيخ نحن مجموعة من الشباب نجتمع في مكان للتسلية ولعب الكرة، ثم يؤذن المسجد ونسمع النداء، فهل يجوز لنا الصلاة جماعة في مكاننا أم ماذا نفعل؟ أرشدنا جزاك الله خيراً.

صلى الله عليه وسلم أولاً قبل أن نتكلم عن جواب السؤال نقول: اللعب بالكرة رأيي أن لا بأس به أحياناً، بشرط ألا يكون اللباس قصيراً، أعني: لا بد أن يكون اللباس ساتراً ما بين الركبة والسرة، لا بد من هذا، ولا يجوز أن يكون قصيراً بحيث يبدو شيء من الفخذ لا لأن الفخذ عورة ولكن لأن الشباب فتنة، أمرهم صعب، فيجب أن تكون الألبسة ساترة، وأدنى ما يمكن أن يرخص فيه فيما أرى أن ما بين السرة والركبة يجب أن يستر والباقي لا بأس.

ثانياً: ألا يلهي عن واجب، فإن ألهى عن واجب كترك الجماعة - مثلاً - كان حراماً؛ لأن الله تعالى أحل البيع في قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا} [البقرة:275] وحرم البيع بعد نداء الجمعة الثاني لئلا يصد عن ذكر الله فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة:9] هذا البيع حلال بنص القرآن، ومع ذلك إذا ألهى عن الواجب صار واجب الاجتناب بنص القرآن.

الكرة من الأشياء المباحة؛ لأننا لا نرى فيها منعاً من جهة الشرع، لكن إذا كانت تلهي عن واجب صارت حراماً؛ لأنها تلهي عن واجب.

الشرط الثالث: ألا يحصل فيها ما يكون نابياً من الأقوال أو الأفعال، فأما من الأقوال فمثل: أن يسب بعضهم بعضاً، أو يسخر بعضهم من بعض، أو ما أشبه ذلك من الكلمات التي قد لا نعرفها لكنها إذا اشتملت على محرم فهي حرام.

ومن الأفعال النابية: أن اللاعب منهم إذا غلب قاموا يتراكضون عليه ويصعدون على كتفه، وما أشبه ذلك من الأفعال التي لا تليق بالإنسان، والمسلم لا ينبغي له أن يصل إلى هذا الحد.

أما بالنسبة للجواب عن السؤال: فإذا كانوا يسمعون الأذان لولا مكبر الصوت بمعنى: أنهم يكونون قريباً من المسجد فإنه يجب عليهم أن يصلوا في المسجد، أما إذا كانوا بعيداً ولولا مكبر الصوت لما سمعوه فلا بأس أن يصلوا جميعاً في مكانهم، لكن عليهم أن يبادروا بصلاة الظهر، وصلاة العصر، والمغرب، أما صلاة العشاء فالأفضل أن يؤخروها إلى ثلث الليل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015