الاستعمال ومناسبة المقام ربما تطلب نقل عبارة ذات غاية محددة إلى غاية أخرى, فمن ذلك مثلًا أننا أوردنا أمام عبارة "اسمع يا فلان" أنها يقولها الصديق للصديق, وهذا هو فعلًا موضعها في الخطاب العادي, ولكنها قد تتحوّل إلى غاية أخرى هي التهديد أو التقديم للنصح, وعبارة "لليمين در" قد تتحول من غايتها العسكرية المحددة إلى السخرية من شخص تطرده, وعبارة "رح لحالك" ربما تحولت عن غايتها العادية وهي الطرد إلى معنى غزلي هو التمنّع والدلال, وعبارة "مع السلامة" ربما تحولت عن غايتها العادية وهو الوداع إلى غاية أخرى هي السخرية عند الطرد, أو التعبير عن عدم الرغبة في الرؤية مرة أخرى. وقد تقال عبارة "خطوة عزيزة" للتأنيب على التأخر, ويمكن أن تقال عبارة "الناس كلهم عارفين أمانتك" عند السخرية من خيانة المخاطب, ويمكن في عبارة لا إله إلا الله" أن تقال للتأفف أو للذكر أو في الأذان, ويمكن في عبارة "مش عايز تكسب ثواب" أن تقال في السخرية عند الدعوة إلى أداء عمل إضافي يستحق عليه أجر ولكنه لا ينتظر دفعه, وكذلك عبارة "خياركم السابقون" يمكن أن تكون تعليقًا ساخرًا عند فصل موظف سيئ السمعة مع انتظار فصل آخرين على شاكلته, أما عبارة "يا سلام" فقد سبق أن ذكرنا ما يمكن لها من المعاني المختلفة باختلاف تنغيمها, وكل عبارات التعجب يمكن أن تتحوّل عن غايتها إلى السخرية أيضًا, ومثلها عبارات التهنئة أيضًا.
ومن تحويل غايات الأداء على المستوى النحوي أن الإثبات وهو خبر قد يحول إلى الشرط "الذي يأتيني فله درهم", أو إلى إنشاء الدعاء نحو: "رحمه الله", وأن النفي كذلك في "لا قدَّر الله", وأن الاستفهام قد يتحول إلى التقرير نحو: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَه} أو إلى الإنكار نحو: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِين} وأن النداء قد يتحول إلى التعجب "يا عجبًا", وكذلك الاستغاثة تتحوّل إلى التعجب نحو: "يا لله" وأن الأمر يتحوّل إلى الدعاء نحو: "اللهم ارحمه", وأن الجملة تتحول من أصلية إلى فرعية فتكون صلة أو صفة أو خبرًا أو حالًا أو مضافًا إليه أو مقول قول. ولكن هذا التحول النحوي في غاية الأداء لا يعتبر من دراسة الدلالة, وإنما يعتبر من قبيل تعدد المعنى الوظيفي