ومزاولة الرقص والسمر. فالتعارف بين الأعضاء يتمُّ بطريقة أسهل مما يحدث خارج النادي, وقد تشترك السيدة المعروفة خارج النادي بالاحتشام في السباحة داخل النادي فتبدي من أجزاء جسمها ما لا تسمح لنفسها بابدائه في أيّ مكان آخر خارج النادي. وللشابات ملابس تصلح لتذهب إلى النادي بها وملابس أخرى لا تصلح, ومقياس الصلاح وعدمه خاضع لاعتبارات التباهي بآخر ما أخرجته بيوت الأزياء من نماذج؛ بحيث يدل الثوب على تطور صاحبته مع تطور المدنية والتقدم! ومعنى ذلك أن ما يفعله أعضاء النادي أو يقولونه يخضع لمعيارية عرفية اجتماعية مهما كان عرفها خاصًّا وكان مجتمعها ضيقًا.
وقد يكون الفرد أحد محترفي لعبة بعينها كأن يكون لاعبًا في فريق لكرة القدم أو الملاكمة أو غيرهما, فيتَّسم سلوكه الحركي وأداؤه الكلامي بنمطية معيارية ملحوظة بالطبع أثناء أداة اللعبة التي يتخصص فيها الفريق؛ لأن هذه اللعبة لها قوانينها ومعاييرها وأخلاقياتها, ولها فوق ذلك عقوبات لمن يخالف هذه المعايير. فالأمر أثناء اللعب واضح لا جدال في معياريته, وقد يؤثر عقاب المخالف في مستقبله المهني؛ إذ أنَّ الفصل من عضوية الفريق والإيقاف عن مزاولة اللعبة عقوبات محتملة. أضف إلى ذلك أن نوع اللعبة التي يمارسها الفرد قد ينعكس على مجازاته واستعاراته وكناياته كعبارات "الضربة القاضية" و"إصابة الهدف" و"رحت واخده شمال" و"الضرب تحت الحزام". وقد تشيع هذه الاستعمالات أحيانًا خارج العرف الخاص, فتكتسب عرفية عامة.
وقد يتعوّد الفرد الصلاة في مسجد بعينه يلتقي فيه دائمًا بروادٍ له دائمين, ويستمع إلى خطيب هذا المسجد, ويحضر درسه الديني بعد الصلاة مع بقية المصلين, فتحدث بينه وبين هؤلاء المصلين علاقة فكرية ونفسية خاصة فيما يتعلق بوجهة النظر الدينية والأخلاق الدينية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالقضاء والقدر, مما يترك أثرًا ظاهرًا في اتجاهاته السلوكية ومواقفه العقلية والعاطفية المختلفة؛ بحيث يقترب هذا السلوك وتلك المواقف اقترابًا أكيدًا من سلوك بقية المصلين ومواقفهم, مما يبرر تسميتهم بمجتمع