الضرب حدث, وأن المضي زمن, فقد علمنا أن "ضرب" فعل ماض. أما "ضارب" فهي تدل على موصوف بالضرب على معنى صفة الفاعل, أي: إن الكلمة لا تدل على "الضرب" نفسه, فلا تدل على "حدث", وهي أيضًا لا تدل على "زمن", وإنما قصارى ما تفيده هو الموصوف بالحدث على معنى صفة الفاعل كما ذكرنا. ولكننا نلاحظ أن هذه الكلمة ذاتها صالحة لأن تدخل في علاقات سياقية كعلاقة الإسناد والتعدية في قولك: "أضارب أخوك زميله"؛ حيث أخوك فاعل وزميله مفعول به لضارب، فكلمة ضارب في هذا التركيب محتملة للحال والاستقبال دون تعيين لأحدهما بواسطة قرينة لفظية, ولكنها لا بُدَّ أن تتعين لأحدهما هنا بقرينة حالية, وإلا كان في الكلام ليس, فالذي يعين هذه الجملة الوصفية للحال ما يأتي:
1- قرينة حالية: كأن تقال الجملة أثناء وقوع الضرب, فتكون القرينة هي المقام.
2- قرينة لفظية: بواسطة الظرف كأن قال: "أضارب أخوك زميله الآن؟ " فتكون القرينة في المقال.
والذي يعين هذه الجملة للاستقبال أمران أيضًا:
1- قرينة حالية: كأن تقال الجملة وقد شاع في الناس أن الأخ عازم على ضرب زميله, ولكن الضرب لم يقع, فالمقام هنا قرينة حالية.
2- قرينة لفظية: بواسطة ذكر الظرف كأن قال: "أضارب أخوك زميله غدًا؟ فتكون القرينة في المقال. ومن هذا القبيل قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}