الإعفاء ينافيه القص أو الجزّ ومثله في سنن الفطرة «قص الشارب، وإعفاء اللحية ....»
فمن قال: إن الإعفاء والتقصيص يجتمعان فهذا وسواس فليستعذ بالله منه فإنه يذهب عنه إن شاء الله، ومما يؤيد ذلك زيادة على ما تقدم ما أخرجه أحمد بسند لا بأس به (5/ 264) ورقم (22283) من طريق عبد الله بن العلاء بن زبرحدثني القاسم قال: سمعت أبا أمامة يقول: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مشيخة من الأنصار .... الحديث وفيه: فقلنا يارسول، إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم، ويوفَّرون سبالهم! قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «قصوا سبالكم ووفروا عثانينكم، وخالفوا أهل الكتاب»
والعثانين: جمع عُثنون وهي اللحية، والسَّبال: الشوارب.
وهذا فيه فوائد: المنع من تقصيص اللحى لأنه من التشبه باليهود والنصارى وهذه آفة غير مخالفة أمر الشارع كما تقدم.
وفيه من الفوائد: أن القصّ ينافي التوفير لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل هذا بإزاء هذا.
قوله: (والتي في الجسد: حلق العانة, ونتف الإبطين, وتقليم الأظفار, والاستنجاء, والختان) وهذه الأشياء كلها تؤخذ.
وقوله: (حلق العانة، ونتف الإبطين)