وفي رواية ابن جريج ومن طريقه أخرجه مسلم جاءت: «واجتنبوا السواد» وجاءت من طريق ليث بن أبي سليم, وليث ضعيف, ورواه عبد الرزاق من طريق أحمد.
ورواية الأجلح عن أبي الزبير عن جابر فيها «وجنبوه السواد» رواه أبو يعلى, ولكن في الطريق إلى الأجلح شريك بن عبد الله القاضي, وشريك في حفظه شيء, ورواه أيضاً أيوب السختياني عن أبي الزبير عن جابر, ورواه أبو عوانة وإسناده صحيح, وكذلك رويت من طريق مطر الوراق وهي ضعيفة جداً, وفي إسنادها ابن الزبرقان وهو متروك ومطر الوراق ضعيف.
وفي لفظ أحمد أن زهير بن معاوية قال لأبي الزبير: أقال أجنبوه السواد؟ قال: لا, ونفى أن تكون هذه الرواية من الحديث أصلاً.
ويجاب عن هذه العلة بأن أبا الزبير مثله مثل أي راوٍ, فقد يكون يحدث بالشيء ثم ينساه، والمصحح عند أهل العلم أن التلاميذ إذا حفظوا عن شيخهم ما كان حدث به ثم نسي الشيخ ما حدث به أنهم يقبلون ما حدث به, بل إن بعض الشيوخ قد يجحد هذه الرواية, والعبرة بحفظ من حفظ من تلاميذه, وفيه مؤلف اسمه: "تذكرة المؤتسي فيمن حدث ونسي".