وقوله: (97/أ)

بليت بهم بلاء الورد يلقى ... أنوفًا هن أولى بالخشاش

الخشاش: عود يجعل في أنف البعير, وجمعه أخشة, قال ذو الرمة: [الطويل]

إذا نحن حاذينا الأخشة شبنها ... بأشكل جارٍ من صديدٍ ومن دم

ويقال: خششت البعير فهو مخشوش.

جعل نفسه كالورد يلقى أنوفًا ينبغي أن تجعل فيها الأخشة. والإبل لا ريب أنها تجد رائحة الورد, فإما الورد فلا يحس ما صنع به, ولا يحفل أين وضع.

وقوله:

عليك إذا هزلت مع الليالي ... وحولك حين تسمن في هراش

يقال: هزلت الدابة, وهزلها صاحبها, فهذه اللغة الفصيحة, وقد حكي: أهزلتها. والمعنى أن هؤلاء الذين ذكرهم إذا رأوا صاحبهم في شدةٍ وضيقٍ من الزمان كانوا عليه, وإذا سمن تهارشوا حوله, وهراشهم حول السمين يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكونوا يريدون أكله فهم أعداء في حال الهزال والسمن.

والآخر أنك إذا سمنت؛ أي: استغنيت وحسنت حالك تهارشوا حولك يزدحمون على برك ومنفعتك, كما تهترش الكلاب على الشيء المأكول.

وقوله:

أتى خبر الأمير فقيل كروا ... فقلت نعم ولو لحقوا بشاش

شاش: هذا الموضوع الذي يقال فيه: شاش فرغانة, وهو يوافق في الاشتقاق قول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015