التي يقدر الهر على صيدها, وفي الحديث: «دخلت امرأة النار في هرةٍ ربطتها فلم تطعمها, ولم تسقها, ولم ترسلها فتأكل من خشاش الأرض» وقالوا لرؤوس الحلي: خشاش, ولعلهم يريدون ما صغر من الحلي, مثل قطع الذهب التي تكون في المخانق. وبعض الرواة يروي في قصيدة ابن كلثوم: [الوافر]

وساريتي بلاطٍ أو رخامٍ ... يرن خشاش حليهما رنينا

وقوله:

فما خاشيك للتكذيب راجٍ ... ولا راجيك للتخييب خاش

التكذيب: هاهنا يحتمل وجهين: أحدهما, وهو الأشبه, أن يكون التكذيب من فعل الممدوح؛ أي: إنك لا تكذب خشيته, لأنك إذا خشيك ألحقت به ما يخشاه.

والآخر: أن يكون التكذيب من فعل الخاشي؛ أي: هو إذا سلم منك فكأنه قد كذب الخشية أو كذب الوعيد.

وأصل الكذب في القول, ثم نقلوه منه إلى الفعل, وإن لم يكن ثم كلام, فقالوا: حمل على قرنه فما كذب, أي: ما قصر في الحملة, وقالوا: كذب الوحشي في العدو إذا لم يجتهد فيه.

والتكذيب في البيت يجوز أن يكون لفعلٍ لا مقال فيه, وإن حمل على القول الأول فجائز, لأن الخاشي ربما ذكر الخشية بلسانه, ولأن المخشي قد جرت عادته بأن يوعد ويستدل على غضبه بما يقول.

وقوله:

تطاعن كل خيلٍ كنت فيها ... ولو كانوا النبيط على الجحاش

كثر في كلامهم أن ينسبوا (96/ب) أفعال الفرسان إلى الخيل؛ لأن الفارس يستعين على الضربة والطعنة بفرسه, فيقولون: قتلت الخيل فلانًا, وساقت الخيل نعم بني فلانٍ؛ لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015