الكرماء. فأما الاسم الذي يسمى به الرجل فإن ذلك قليل فيه؛ إلا أنهم قالوا: طلحة الطلحات, كأنهم أرادوا تفضيله على غيره ممن سمي طلحة؛ والمعنى أنه يفضلهم في أخلاقه, فأما التسمية فتستوي فيها الجماعة, قال الشاعر, ويقال: إنه ابن الرقيات: [الخفيف]

نصر الله أعظمًا دفنوها ... بسجستان طلحة الطلحات

وقوله: (96/أ)

كأنك ناظر في كل قلبٍ ... فما يخفى عليك محل غاش

بعض الناس يذهب إلى أنه أراد محل غاشٍ من الغش, وتلك ضرورة قبيحة, والمعنى غير مفتقرٍ إلى ذلك. وإنما هو فاعل من غشي يغشى, وهو مؤد معنى الغش؛ لأنه يغشى القلب. وكثيرًا يقولون: على قلبه غشاوة. وفي الكتاب العزيز: {والليل إذا يغشى} وكل شيءٍ حل في موضعٍ فقد غشيه من الناس وغيرهم.

وتخفيف المشدد في الشعر المقيد كثير جدًا. ولكن ذلك إذا لم يكن قبله حرف لين, مثل: غاش وراد, ومثل تمود الثوب, وأصيم في تصغير أصم. والمقيد مما قبل رويه حرف لين أقل من المقيد, وقبل رويه حرف مصمت, وإذا جاءت للعرب أرجوزة مثل قول العجاج: [الرجز]

يا صاح ما هاجك من ربعٍ خال ... ومنزلٍ تعرفه وأطلال

لم يأت فيها تخفيف فاعلٍ من المضاعف, فإن اتفق فهو شاذ.

فأما ما قبل رويه واو أو ياء فإن ذلك أبعد فيه منه في فاعلٍ, وما كان مثله من المضاعف؛ لأنه كثير جدًا مثل قولك: فار, ومراد, وهو متردد في الكلام, فأما في قوافي الشعر المطلق فقلما يخففون المشدد, وقد ادعى بعضهم في قول الراجز: [الرجز]

دعوت قومي ودعوت معشري ... حتى إذا ما لم أجد غير الشر

كنت امرأً من مالك بن جعفر

أنه أراد الشر فخفف الراء, وأكثر الرواية: غير السري, والقوافي موضع حذفٍ. والمطلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015