والليل داجٍ والكباش تنتطح ... ومن نجا برأسه فقد ربح
وكأنهم يعنون بالنطح الطعن بالرمح؛ لأنهم يسمون الرماح: قرون الخيل, ويقولون: خيل جمإذا لم يكن معها رماح, وفارس أجم إذا لم يكن معه رمح, قال عنترة: [الوافر]
ألم تعلم لحاك الله أني ... أجم إذا لقيت ذوي الرماح
وقال الأعشى: [المتقارب]
متى تدعهم للقاء الحرو ... ب تأتك خيل لهم غير جم
والكبش الأجم الذي لا قرني له. والنعجة جماء.
وقوله:
فيا بحر البحور ولا أوري ... ويا ملك الملوك ولا أحاشي
وروى عن الشيء إذا كنى عنه, وأظهر أنه يريد غيره, وهو مأخوذ من المواراة. وفي الحديث: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا وروى بغيره» , وقال الشاعر: [الطويل]
فلو كنت صلب العود أو كابن معمر ... لوريت عن مولاك والليل مظلم
وإذا قالوا للرجل: بحر البحور أو رجل الرجال, أو نحو ذلك فإنما يريدون أنه أعظمهم, وكذلك إذا قالوا للمرأة: هند الهنود فإنما يريدون أنها: كالسيدة لكل امرأةٍ تسمى بهندٍ. وإنما يكثر ذلك في النعوت؛ لأنها أكثر ما يمدح به الإنسان, فيقال: أسد الأسد للشجاع وكريم