الشعراء ذلك قديمًا, قال جميل: [الطويل]
يقولون جاهد يا جميل بغزوةٍ ... وأي جهادٍ غيرهن أريد
لكل حديثٍ بينهن بشاشة ... وكل قتيلٍ بينهن شهيد
والنوى: البعد.
وقوله:
رمى حلبًا بنواصي الخيول ... وسمرٍ يرقن دمًا في الصعيد
الصعيد: يدل الاشتقاق على أنه ما صعد من الأرض على التراب, ومنهم من يقول: هو ظاهر الأرض, وقيل: هو التراب الخالص الذي لا يخالطه شيء غيره. قال ذو الرمة:
وفتيةٍ مثل النشاوى غيد ... قد استحلوا قسمة السجود
والمسح بالأيدي على الصعيد
يريد أنهم يقصرون الصلاة للسفر, ويتيممون لفقد الماء. وسموا الطريق صعيدًا, وعلى ذلك فسروا الحديث: «إياكم والقعود على الصعدات»؛ أي: الطرق. وقال الشاعر, ويروى لامرأةٍ: [الوافر]
ونائحةٍ تنوح بجنح ليلٍ ... على رجلٍ بقارعة الصعيد
وقوله:
فولى بأشياعه الخرشني ... كشاءٍ أحسن بزأر الأسود